Friday, March 30, 2007

ملجرام والتعذيب وطاعة ولى الأمر

تجربة ملجرام 1963

قام ملجرام بتجربته الشهيرة عن الطاعة والسلطة فى الستينيات , فى التجربة يقوم أحد المتطوعين بدور المعلم الذى يعاقب التلميذ إذا أخطىء فى أجابة السؤال الموجه له (فى لعبة تشبه الممورى) ويعلل المشرف على التجربة هذا العقاب بأنه سيؤدى إلى توقف التلميذ عن الخطأ وسيساعد التلميذ على التعلم بسرعة. العقاب عبارة عن صدمة كهربائية تبدأ ب45 فولت وتتدرج العقوبة بالزيادة 15 فولت عن كل خطأ حتى تصل إلى 450 فولت وقبل التجربة يوجه المشرف صدمة كهربائية للمعلم مقدارها 45 فولت حتى يستطيع المعلم تكوين صورة عن نوعية العقاب الذى يشعر به التلميذ.وعند تردد المعلم فى توجيه العقاب يستخدم المشرف هذه الجمل الأربعة بالترتيب:

- من فضلك أستمر

- من دواعى نجاح التجربة أن تستمر

- هذا ضرورى جداً أن تستمر

- أنت لا تملك أى خيار ويجب أن تستمر

ويحد جدار فاصل بين المعلم والتلميذ ومع كل خطأ يقوم المعلم بالضغط على الزر وتوجيه صدمة كهربائية للتلميذ , نتيجة التجربة كانت مرعبة لأن 62% من المتطوعين وصلوا إلى أستخدام الحد الأقصى للصدمات الكهربية وهو 450 فولت بينما أول المتطوعين الذى رفض أتمام التجربة كان عند 135 فولت.

كرر ملجرام التجربة تحت ظروف مختلفة منها أن يسمع المعلم التلميذ وهو يصرخ (تسجيل صوتى) أو أن يرى المعلم التلميذ (ممثل ) من خلال جدار زجاجى أو أن يتواجد المعلم والتلميذ فى نفس الغرفة وفى هذه الحالة كانت النتيجة أن 30% أستمروا فى توجيه العقاب حتى الحد الأقصى.

تكرار التجربة فى بلاد مختلفة أدى لنتائج متقاربة مما يدل على أنها ظاهرة أنسانية وليست حكر على مجتمع معين.

وهذه بعض البيانات المتعلقة بالتجربة:

85% من المتطوعين أظهروا الطاعة التامة فى بدايات التجربة

54% من المتطوعين أظهروا الطاعة التامة رغم أحتجاج الممثل الذى يقوم بدور التلميذ

98% أعتقدوا أن التلميذ يتألم بالفعل

15% أعتقدوا أن التلميذ قد مات

70% أعتقدوا التلميذ قد فقد الوعى

5% أعتقدوا أن التلميذ لم يتعرض للضرر

2% أبدوا أستعدادهم تبديل الأدوار مع التلميذ

40% لم يشعروا بالتوترأثناء التجربة

75% قاموا أثناء التجربة بألقاء المسئولية كاملة على المشرف رافضين تحمل أى مسئولية عن أفعالهم.


وحسب ملجرام فأن العوامل الأربعة التى قد تساعد على صناعة شخص مطيع أما م السلطة هى:

- أن يكون الشخص تربى منذ ولادته على طاعة الوالدين

- تدريب الشخص أثناء التأهيل والدراسة على الطاعة(الكليات العسكرية, الشرطة)

- خلال العمل يتم تذكيرهم بأنتظام أن الطاعة من ضروريات نجاح العمل

- الترقى والمكافأة أثناء العمل للشخص الذى يمتاز بالطاعة.

ملجرام وصل إلى النتيجة أن الأنسان عموماً يتأثر بالسلطة ويقوم بأعمال قد تخالف قناعته تحت هذا الضغط وهذه الأعمال قد تصل إلى التعذيب أو حتى القتل.

التجربة الثانية التى تتقاطع مع تجربة ملجرام هى تجربة سجن ستانفورد

تجربة سجن ستانفورد1971

تم أختيار 24 متطوع تم تقسيمهم عن طريق القرعة لتمثيل دور السجناء والحراس . المسجنون أرتدوا زى السجناء ذو الأرقام التقليدية والحراس زى الشرطة وبدأت التجربة فى أحد السجون الخالية تحت نفس ظروف السجون العادية.

فى اليوم الأول بدأ المتطوعون فى التعرف على دورهم وممارسة نشاطهم كمسجونين وكحرس.

فى اليوم الثانى أندلعت الثورة الأولى حيث مزق المساجين الأرقام الملصقة على الزى وقاموا بغلق أبواب الزنازين وكان رد فعل الحرس هو أستخدام طفايات الحريق فى رش المساجين وأخماد ثورة المساجين ومنذ هذه اللحظة بدأ الحرس فى تحقير وأذلال المساجين ,فى اليوم الثالث بدأت التجربة تأخذ منحنى خطير وتم نقل أحد المساجين إلى المستشفى لظهور أعراض صدمة عصبية عليه كما أن ليلاً حاول بعض الحراس عند أعتقادهم أن كاميرات المراقبة لا تستطيع أن تراقبهم القيام بأفعال سادية ضد السجناء مما أستدعى أحياناً تدخل المشرفون على التجربة لمنع هذا العنف . بعد ستة أيام قام المشرفون بوقف التجربة التى كان مقرر لها أسبوعان وخاصة أن المشرفين أنفسهم شعروا بأنحيازهم للحراس لكبت تمرد وثورة المساجين.

- من خلال التجربتان يتضح أن ممارسة التعذيب ضد الأخرين قد يكون بناء على طاعة الفرد و تأثره بالسلطة أو أن الشخص مريض بالسادية أوربما للسببين معاً.

أثار التعذيب النفسية للضحية وللجانى أيضاً:

الأثار النفسية للضحية كثيرة و معروفة بدءاً من فقدان الثقة بالنفس وفقدان الشعور بالأمان والأنطواء والفوبيا وحتى الأكتئاب النفسى وأحياناً الأنتحار.

هذا بالنسبة للضحية ولكن ماذا عن الجانى , الجانى الذى يقوم بممارسة التعذيب تظهر عليه أعراض نفسية مرضية كالأرق والأكتئاب وأحياناً العجز الجنسى ومن أشهر الكتب فى هذا المجال هو كتاب فرانز فانون ملاعين الارض الذى تعرض فيه لخبراته فى علاج الضحايا والجناة أثناء الحرب الجزائرية.

أطفال نيكاراجوا:

فى عهد ديكتاتور نيكاراجوا السابق أناستاسيو سموزا تم تجميع أطفال الشوارع من خلال الحرس الثورى وتأهيلهم للقيام بأعمال التعذيب ضد المعارضين السياسين وبعد رحيله خضع هؤلاء الأطفال للعلاج النفسى فى السويد ولكن تم وقف العلاج بعد فترة لعدم حدوث أى نجاح. وحتى الجناة البالغين الذين خضعوا للعلاج النفسى من جراء قيامهم بأعمال تعذيب يصف الكثير منهم حالة شعور بالخواء الداخلى وعدم القدرة على الأحساس بالمشاعر المختلفة.

تأهيل الجناة:

يتم تأهيل الجناة للتعذيب عن طريق توريث الخبرات فى أجهزة الأمن أو فى مراكز ومدارس خاصة من أشهرها

School of the Americas

فى جورجيا بالولايات المتحدة الذى تخرج منها أشخاص قتلوا مئات الألوف فى أمريكا الجنوبية مثل قيادات الكونترا ,كذلك روبرتو دى أوبسيون قائد فرق الموت فى السلفادور, نوريجا رئيس بنما السابق. وقد فشل كنيدى الصغير فى محاولات عديدة وكذلك الكثير من أعضاء منظمات حقوق الأنسان فى أصدار قرار من الكونجرس لغلق هذه المدرسة .

هنا لينك لتجربة ملجرام

http://www.wernersplace.com/obedience2.htm

أو هنا


http://www.plosone.org/article/fetchArticle.action?articleURI=info%3Adoi%2F10.1371%2Fjournal.pone.0000039#s4

Sunday, March 11, 2007

الأحتقان الدينى فى مصر

أهداء إلى

توتا ,ايماتور ,أبو فارس Aardvark EF-111B


ماذا يحدث إذا تحول شخص من دين إلى آخر فى مصر الآن وهل من الممكن أن نتصور عدم حدوث مشاكل واحتقانات أجتماعية فى النسيج الأجتماعى ناتجة عن هذا.فما بالك بهذه الحقبة شديدة التسطيح فى معالجتها وشديدة الحساسية فى طرحها والتى أستمرت ألف وأربعمئة عام من تاريخ الشعب المصرى والتى أنتجت رواسب وأحتقانات ومشاعرأختلاف بين الأفرادأثناء عملية تحول أغلبية الشعب المصرى من الديانة المسيحية إلى الديانة الأسلامية وتأثيرها على اللاوعى الجماعى للأمة المصرية والتى لا يتحدث عنها أحد وتعتبر من ضمن التابوهات المصرية.

ظروف دخول المسيحية:

بسقوط الحضارة الفرعونية ووقوع مصر تحت الحكم اليونانى والرومانى فقد المصرى ليس حريته فقط ولكن أحساسه الدائم بالتميز عن الحضارات الأخرى ولكن الحدث الأهم هنا هو أختلاط الألهة والديانة المصرية باليونانية والرومانية مما أدى إلى فقدان المصرى تميزه الدينى وأنصهار الهوية الدينية مع المحتل وهذا فى رأيى ساعد على أعتناقه للدين المسيحى الذى أنتشرفى مصر بالكامل فى فترة زمنية محدودة نسبية كمحاولة لتجديد هويته.

وتتضح هذه النقطة فى ممارسة عامة الشعب العنف ضد فلاسفة الحقبة الهيلانية والتخلص منهم بعد أعتناق مصر للمسيحية.

دخول الأسلام مصر:

أتخيل أنه بقدوم الأسلام كان هناك رفض جماعى للدين الجديد فلا يوجد أمة أو جماعة تعتنق دين جديد بهذا الشكل المبسط الذى تطرحه وسائل الأعلام والكتب المدرسية وخاصة إذا أخذنا عامل اللغة ,عامل التكوين الدينى للشعب المصرى , عامل الأختلاف الحضارى وأحساس المصرى بالتفوق على الشعوب المجاورة.

فالشعب المصرى الذى أعتنق المسيحية مقدماً ألاف الضحايا فى ظل الحكم الرومانى وحسب كتب التاريخ القبطية ملايين الشهداء لن يتحول بمثل هذه السهولة وإلا لماذا لا يعتنق كل مسيحيى مصر والعالم المسيحى الدين الأسلامى حتىالآن رغم عدم وجود الحاجز اللغوى.

أهمية رصد عوامل التحول لأكتشاف عوامل الأحتقان:

عوامل مسببة للتحول:

• الجزية

• التفرقة فى حقوق المواطنة بين القبطى المسيحى والقبطى المسلم

• ظلم بعض الحكام للطائفة القبطية

• الرغبة فى الأنتماء إلى المنتصر

• الأقتناع بالدين الجديد

دور الكنيسة كمؤسسة وسلطة سياسية :

لعب رجال الدين والكهنة فى مصر الفرعونية دور تنظيمى أجتماعى وسياسى هام لم ينتهى بدخول المسيحية مصر ولكنه أخذ شكل تنظيمى جديد فى صورة الكنيسة التى كانت تحافظ وتقود التوجه الأجتماعى والدينى والسياسى فى مصر سواء فى شكل مقاومة أو التفاوض مع المحتل وبتحول الأمبراطورية الرومانية للمسيحية لم ترضى الكنيسة أن تتخلى عن موقفها القيادى والسياسى وربما كان أنفصال الكنيسة الشرقية عن الغربية أحد أهم النتائج المترتبةعن تمسك رجال الدين بموقفهم السلطوى.

بقدوم الأسلام تم التفاوض بين القادم الجديد وبين الكنيسة كممثل وحيد للشعب المصرى كما يجب ملاحظة أسلوب التعامل القائم بين العرب والكنيسة منذ بدأ فتح مصر القائم على أجلال رجال الكنيسة وتمييزهم عن المسيحى العادى.

فالعرب قاموا بأكرام رجال الدين بدون توطيد علاقة أندماج طبيعى بينهم وبين الشعب المصرى كما أن الكنيسة هى التى كانت تتفاوض وتتعامل مع الفاتح الجديد وبذلك كانت دولة مصغرة تحت حكم الدولة المركزية , تمارس صلاحيات اجتماعية وتمثل سلطة مباشرة على الأقباط الذين تمسكوا بأنتمائهم للدين على حساب أنتمائهم للوطن المفقود.

الواضح بالنسبة لى أن هذا الأتجاه لم يختلف حتى الآن فالدولة لا تتعامل مع الأقباط كمواطنين ولكن كطائفة كما أنها تتعامل معهم فى كثير من الأحوال من خلال الكنيسة فقوانين بناء دور العبادة وتنظيم الزواج والأحوال الاجتماعية والتمثيل السياسى يتم مناقشتها مع الكنيسة بدون طرح وحوار مباشر, كما انها تتعامل مع رجال الدين (المسيحى والأسلامى) بنفس الشكل المميز عن أفراد الشعب.

وفى ظل وجود قائد كنسى متمسك بشدة بسلطة دينية وسياسية على الشعب القبطى زادت حدة أنفصال الأقباط عن الدولة المركزية كما أن ردود فعل الكنيسة الرافضة لأى أتجاه ليبرالى تحررى يقود الأقباط بعيداً عن السلطة التقليدية للكنيسة مما يقدمه المثقفين الأقباط حالياً يعضد هذا الرأى.

من المسئول عما يحدث الآن:

• وجود حكومة تهتم بأستمرارها على حساب الصالح العام أدى إلى أقامة علاقة نفعية متبادلة سواء بين الكنيسة والدولة أو بين جماعات الأسلام السياسى والدولة بغض النظر عن الأندماج والتصالح الأجتماعى ومصلحة الوطن .

• كما أن أنتشار أيدلوجيات أسلامية سياسية قادمة من شبه الجزيرة العربية تفرق بين المواطنين على أساس دينى وطائفى.

• أعتناق القيادة الكنسية لنفس الفكر الرجعى الديكتاتورى المنتشر فى مصر مثل تقييد الحريات ورفض الأعمال الفنية ونقد الثقافة الغربية (فى حالة المرض العلاج دائماً فى الغرب) وممارسة الحوار الأحادى وحتى ممارسة فكر التكفير والحرمان

كما أن أستغلال القيادة الكنسية هجرة الأقباط كعامل مناورة وورقة ضغط فالقبطى المهاجر يشعر بمسئوليته تجاه المسيحى فى مصر وتلعب الكنيسة دور ضغط على مشاعر أقباط المهجر فتبتز مشاعرهم وتنتظر منهم ممارسة ضغوط معينة ثم تقوم بعد ذلك بالتبرأ منهم أو الضغط عليهم بالتوقف معلنة رفضها لممارستهم حسب أحتياجها مما يثير الغضب ضد مسيحى الداخل. ومن رأيى أن أقباط المهجر ليس لهم أى دور أو تنظيم أو هدف محدد ولكنهم مجرد قطعة شطرنج تحركها القيادة الكنسية وتأثيرهم على السياسة الغربية مجرد فقعات فى الهواء.

• الغضب ضد السياسات الأمريكية يتبلور أحياناً فى شكل غضب ضد الدين المسيحى أو ضد الأقليات المسيحية.

لا أعنى بهذه التدوينة أن المسيحى لا يشعر بالأنتماء لمصر ولاأعنى أن المسلم المصرى يكره المسلم المسيحى ولا أعنى أن التحول التاريخى من المسيحية إلى الأسلام قام على الأضطهاد ولا أعنى أن الموطن نفسه سواء مسيحى أو مسلم ليس مسئول عما يحدث أيضاً بشكل كبير.

لكن أتمنى أن يقوم حوار قائم على العقلانية وليس على المشاعر

حتى نجد حلول ومواقف جديدة قبل أن تنهارتماماً قيم التعايش مع الآخر.

وأخيراً فأن المسيحى فى مصر مثل المسلم لايتمتع أى منهما بحقوق المواطنة الكاملة ليس الآن فقط ولكن على مر التاريخ. الاثنان يعانيان من الظلم والترهيب والتخويف سواء من خلال سلطة رجال الدين أو من خلال السلطة السياسية.

والاثنان لهما حقوق تاريخية وأجتماعية وأنسانية كاملة فى هذا الوطن.

انظر أيضاً

http://mosaad-atlanta.blogspot.com/2007/02/blog-post_23.html

http://lastknight1964.blogspot.com/

http://justice4every1.blogspot.com/

http://kaffasharticles.blogspot.com/2007_01_01_archive.html