Thursday, July 20, 2006

مساحة الخصوصية وخصوصية المساحة



فى الغرب يتعرض بعض المهاجرين أو الزوار لموقف غير محببة عند تواصلهم مع الآخرين, يرجع الأمر أحياناً لأختلاف تقدير المسافة الخصوصية من ثقافة لأخرى فعندما يتعامل الشخص الجماعى مع الشخص الفردى يحاول الشخص الفردى خلق المسافة الجسمانية المألوفة بالنسبة له بينما يحاول الشخص الجماعى الأقتراب مما يحول الأمر لما يشبه المطاردة . وفى الأماكن المغلقة حيث لا توجد فرصة لخلق هذه المسافة يظهر الشخص الفردى غضبه ورفضه مما يبدو له كأعتداء على خصوصيته أو عنف موجه ضده.

الجدول التالى يبين الحدود المألوفة فى المجتماعات الغربية (الفردية )

الحدودالخاصة (العائلية) أطفال, زوجة, زوج

حتى 50 سم

الحدود الشخصية . أصدقاء , معارف

حتى 1 متر

الحدود الأجتماعية . العمل ,الشارع

حتى 3 متر

الحدود الرسمية أو العامة (عند ألقاء محاضرة )

أكثر من 3 أمتار


فى المجتمعات الجماعية تقل المسافة من بلد إلى أخرحسب الكثافة السكنية , مستوى التعليم ,المستوى الأجتماعى والسن والجنس و بالطبع العامل الفردى ولكن يظل أقل كثيراً من نظيره فى الغرب.

المساحة الخصوصية المفقودة قد تكون جسمانية عند أقتراب شخص من شخص آخر , أو مادية كأن يستخدم شخص غريب متعلقاتك الشخصية بدون أستئذان , أو نفسية كأن يتدخل الأخرين فى شئونك وأختياراتك.

الجدول التالى يوضح بعض سمات المساحة الخصوصية فى الثقافاتان الفردية والجماعية

المجتماعات الجماعية

المجتماعات الفردية

- التلامس الجسمانى مألوف.

- الأطفال ليس لهم خصوصيتهم.

- تقدم النصيحة بدون طلب (على نطاق واسع).

- من المألوف أن يبدى الآخر رآيه فى خصوصيتك وأختياراتك.

-الأسرة تشترك فى أختيارات الأبناء سواء التعليمية والمستقبلية وأختيار الشريك.

- أنفصال الفرد عن أسرته فى سن متأخر.

- الفرد لا يقر بعدم معرفته.

- التلامس الجسمانى غير مألوف.

- الأطفال لهم خصوصيتهم

- تقدم النصيحة فقط إذا طلب ذلك(على نطاق محدود).

- ليس من المحبب أن يبدى الآخر رآيه فى خصوصيتك وأختياراتك.

-الأسرة تدعم الأختيارات المستقبلية ولا تشارك فى الاختيار.

- أنفصال الفرد عن أسرته فى سن مبكر.

- الفرد يقربعدم معرفته.

10 Comments:

At 9:59 AM, Blogger ahmad said...

لي صديقة تربت و كبرت في الغرب .. ثم عادت شابة يانعة مؤخرا...لتحيا في أرض الأجداد... أكثر ما استغربته و لفت نظرها..و كانت تشتكي منه جهارا نهارا ،.. أن المصريين ليس لهم شعور بجسدهم ... تجد الناس تقترب بشكل مبالغ.. ينظرون لما تقرأ .. يجلسون لصقا بها في المواصلات أو الأماكن العامة ...
الحقيقة لم أشعر بقسوة هذه المشكلة حتى أتى يوما كنت أركب فيه الميكروباص ... و كنت أقرأ في كتاب ... فإذا بالرجل الذي إلى جواري يقرأ معي
تضايقت...
تأففت ...
لم يلاحظ...
فحدجته بنظره هجوميه
فلم يبالي سائلا: هي دي مذاكرة ولاّ كِصة يا كابتن؟!

لم أجرؤ أن أقول انت مال أهلك

فقط لم أرد

وواصلنا القراءة

 
At 1:41 PM, Blogger أحمد said...

اسمح لى ارفع القبعة و انحنى امام جهدك الدؤوب و المستمر
انت واحد من اكتر المدونات ليست فقط التى استمتع بها بل استفيد و اتعلم منها الكثير

 
At 3:15 PM, Blogger علاء السادس عشر said...

عزيزى أحمد البلادة الجسدية مرتبطة بالبلادة الفكرية واحدة منهما كافية لخلق الثانية ,البلادة وسيلة حماية وأنفصال للفرد عن الخارج و تتطور مع زيادة العنف والظلم الموجه ضد الشخص منذ بداية حياته.وعندما يتسم المجتمع بالبلادة تصبح مشكلة كبيرة لمن لا يتحلى بها ويعيش فى نفس المجتمع

عزيزى أبليس
أولاً يجب أن أقر أننى أكن لشخصك أحترام وتقدير شديد.ثانياً أنا أتعلم أيضاً من تدويناتك وأرائك وثالثاً يسعدنى أن نتواصل دائماً

 
At 4:29 PM, Blogger motaz elmasry said...

علاء انتا بصراحه رهيب, موضوع أكثر من رائع, مش لأنه موضوع جديد ماحنا كلنا عارفين ان الشعب المصرى حشرى و احنا كلنا مخنوئين من الموضوع ده, بس بسبب معالجتك الموضوعيه و للموضوع و و ضمه لجميع النقاط فى اسلوب نظم و رائع هو اكثر ما اعجبنى
احمد. النكته بتاعت الراجل اللى كان بيقرا معاك فى المكروباص فطصطنى من الضحك, احييك يا عزيزى, انتا فكرتنى مره كونت راكب المترو, اقصد واقف فيه, لاقييت واحد راح حاطت كوعه على كتفى, بالظبت اكنه واحد صاحبى من اللى باقف معاهم فى الشارع, بصيتله باندهاش شديد, ماكنش باصيصلى اصلان, كان بيتكلم مع واحد صاحبه, اكن اللى عمله ده شيء طبيعى جداَ, او أكنى انا مثلاَ مسند كرسى موفراهالو وزاره المواصلات, المهم حاولت انى اتحرك بعيد عنه, بس للأسف كان تحركى محدود للغايه نظراَ لكثرة الركاب, المهم انه راح بصصلى بصه هيا مزيج من العتاب و البلاده و قال لى ما تثبت بقه. اخذتنى الدهشه و لم أعرف كيف أرد على هذا الاعتداء السافر على حريتى الشخصيه, كل ما قلته كان سؤال هو, نعم؟, فسألنى هو في حاجه؟ كان هذا السؤال هو هو بحق القشه التى قصمت ظهرى فقلت له منفعلاَ, انتا بتسألنى هو فيه ايه,امال انا المفروض اسأل اقول ايه, نظر لى نظره خاويه بليده تنم عن عدم استيعابه للموقف فقلت له : انتاايدك على كتفى و انا مش عارف اقف, رد على و نفس النظره البليده فى عينه: لامؤاخذه مخدتش بالى.انتهى الموقف على هذا و انا اسأل نفسى هذا السؤال, هو مخدش باله من ايه بالظبط, من ان ايده كانت على كتفى ولا من ان ده حاجه ممكن تضايق, ولا هى هى ببساطه جمله غبيه قالها ليس لها اى معنى

 
At 11:48 PM, Blogger abderrahman said...

رائع
مع قراءة العنوان، تذكرت اختراق الخصوصية في الريف المصري والأحياء الشعبية، عندما تجد من ياتي لزيارتك بدون ميعاد، وهو ما يختلف عن الوحدت السكنية الضخمة في المدينة التي قد تجد الجار لايعلم جاره ..
أعتقد أن النظام السكني نفسه قد يؤسس على الحس الجماعي، كأن تجد الحارة أو القرية والبيوت متلاصقة ككيان واحد، لامجال فيه لممارسة انطوائية اوعزلة...
ربما هناك اسباب اقتصادية وراء ذلك ايضا.
ما أفكر فيه هو الأسباب الجغرافية - قبل التاريخية- لنشاة المجتمعات الجماعية...
**
احييك على مدونتك
في انتظار جديدك دوما

 
At 6:31 AM, Blogger The Eyewitness said...

عجباني جداً مجموعة المقارنات آلي أنت حاطتها على المدونة ما بين المجتمعات الفردية والجماعية.
أروع كتاب قراءته عن الحياة الجماعية وهو شوية مش علمي بس أكتر بيتكلم عن خبرة شخصية ذات خلفية علمية. هو كتاب لجان فانيه أسمه "الحياة الجماعية صفح وعيد" الكتاب ده فعلاً رائع. هو فيه جزء منه مبني على خلفية دينية مسيحية لكن هو بالأكثر خبرة أنسانية. أنا معرفش أذا كان النوع ده من الكتب يشدك تقرئه أو لا بس لو فعلاً بيشدك أقرءه لأنه يستحق القراءة من وجهة نظري.

 
At 5:15 AM, Blogger Unknown said...

موضوع مميز جدا
وهو انعكاس لواقع الحياة العربية والغربية
مشكلتنا تربينا ضمن اطار جماعى يجعلك لا تستطيع الانفصال عنه وحتى لو قمنا بذلك تحس بالغربة الشديدة
وهو امر مؤلم

موضوع شيق جدااحيك عليه

 
At 1:49 PM, Blogger علاء السادس عشر said...

عزيزى معتز بعد قرأت تعليقك يخيل لى أن هناك أشخاص يعيشون فى عالم ضبابى لا يؤثروا ولا يتأثروا به,فعلاً مشكلة.

عزيزى عبد الرحمن أضافتك مهمة ففعلاً الخصوصية بين الريف والمدن تختلف وهذا نابع من عدة أسباب أهمها فى نظرى الجغرافيا كما ذكرت أنت والثانى هو الديناميكية والزمن .
تحياتى ومحبتى

عزيزى أي ويتنس
مرحباً بك وشكراً على اسم الكتاب , أنا أعتقد أن الكتب هى التى تجدنا وليس العكس , فى هذه المواقف عندما يرُشح لى كتاب أنتظر قليلاً فإذا حدث وقرأت اسم الكتاب أو الكاتب مرة أخرى ابدأ فى البحث عنه بتصميم يصل للهوس وأنا الآ ن أنتظر.

عزيزى ميشارى
رأيى أن الخوف من الألم أصعب من الألم نفسه وبدون التحرر من هذا الخوف وبدون أن نجرب سيكون صعب أن نتطور.
تشرفت بزيارة مدونتك ولاحظت أننا نختلف كثيراً فى ارائنا ومع ذلك أكن لك أحترام شديد وأتمنى أن نتزاور ونتبادل الأراء بأستمرار
تحياتى

 
At 7:09 PM, Blogger ibn_abdel_aziz said...

معلومات مفيدة جدا ياعلاء
وانا شخصيا ممكن اكون شاهد علي صحة نظريات الفروق ما بين المجتمعات الفردية والجماعية

اقدر اقول اني شفت الفرق بعيني دلوقتي وعشته في المجتمعين

مش شرط اكون موافق علي كل خصلة في المجتمع ده او ده
بس يبدو ان الجمع ما بين الجيد من هنا وهناك صعب احيانا
الا اذا افترضنا ان الجمع مستحيل
وان المجتمعات اما ان تكون فردية 100 %
او جماعية 100 %

 
At 11:32 PM, Blogger علاء السادس عشر said...

عزيزى ابن عبد العزيز
سعيد بتواصلنا و خصوصاًأنى متابع لمدونتك منذ بدايتها وسعيد جداً بعودتك للتدوين.
بالنسبة لتعليقك أوافقك على رأيك وخصوصاً أنك لك تجربتك الشخصية وأن كنت أعتقد أن المجتمعات الفردية هى خطوة هامة لأى مجتمع على طريق التطور والتغيير والتخلص من قيود الجماعة السؤال هو نسبة وسرعة التحول,علماً ان المجتمع الوحيد الذى يجمع بين الفردية والجماعية هو المجتمع اليابانى , ويعتبر تجربة متفردة وخاصة جداً
تحياتى

 

Post a Comment

<< Home