النزاعات و درجات التصعيد
عندما تكون الزوجة فى أنتظار الزوج الذى تأخر فى شراء الأحتياجات الهامة وبقدوم الزوج الذى يعلم برد فعل زوجته يبدأ نقاش عن سبب التأخير ويقوم كل طرف بعرض موقفه باسلوب أنفعالى ينتج عنه أحساس الطرفان بأن الآخر لم يفهم وجهة نظره وظروفه ويتحول الموقف إلى مواجهة ينتج عنها قناعة شخصية بسلبية وسوء الطرف الآخر ويتم التعبير عن ذلك فى صورة فعل أو قول يعتبره الآخر أهانة فيلجأ الطرفان إلى تهديد الآخر الذى فى حد ذاته أهانة أكبر ينتج عنها توجيه ضربة محدودة من أحد الأطراف ويقوم الطرف الآخر بتوجيه ضربة عكسية تقود بدورها بمحاولة الآخر بتدمير الطرف المواجه وفى النهاية يقف الطرفان فى وضع الخاسر.
من هذا المثال البسيط يمكن أدراك ماهية النزاع و درجات التصعيد المتتالية.
النزاع :
هو أختلاف أفراد أو جماعات بسبب أحتياجات أو قناعات مادية أو نفسية فى ظل عدم وجود أتفاق فى كيفية الطرح والتحقيق.
محاور النزاع :
نزاعات أجتماعية أو نزاعات سياسية ,كما أن النزاعات أيضاً قد تكون نزاعات باردة أو نزاعات ساخنة وكذلك توجد النزاعات المكتومة أو النزاعات الصريحة .
درجات التصعيد التسعة التالية:
التحفز والترقب:
الطرفان فى وضع تحفز, ومع ذلك يملك الطرفان القناعة بأمكانية الحوار.
_____
النقاش:
الطرفان فى حالة نقاش تحت تاثير فكر قطبى أى أبيض أو أسود , مع وجود قناعة بالقوة النسبية على الطرف الآخر أو بالضعف النسبى عن الآخر ومحاولة تبديل الأوضاع.
_____
مرحلة الفعل :
من وضعية أن النقاش لن يثمر عن نتيجة , يلجأ الطرفان إلى المواجهة.
_____
مرحلة تحليل الآخر وتصنيفه:
التحليل النفسى للخصم والبحث عن صفاته السلبية والحكم عليه من خلال وضعه الأجتماعى أو الدينى أو الشخصى ووضعه فى التصنيف الخاص به, فالطرف الآخر سيدة أو رجل أو غير متعلم أو أجنبى أو مسلم أو مسيحى .........
_____
فقدان ماء الوجه:
من خلال المواجهة والنقاش ينتج عن ذلك فقدان لماء الوجه لأحد الأطراف أو الطرفان معاً .
_____
التهديد:
يلجأ أحد الاطراف أو الطرفان معاً إلى التهديد والوعيد.
_____
الضربة النسبية المحدودة:
يلجا أحد الطرفان أو كلاهما إلى توجيه ضربة مؤلمة ومحدودة للخصم كمحاولة لأنهاء الصراع وأدراج هذه الضربة كأنتصار نسبى للذات.
_____
التدمير الشامل للخصم :
القيام بضربة شاملة ونهائية للتخلص من الطرف الآخر.
_____
الخسارة الشاملة لجميع الأطراف:
الطرفان فى وضع الخاسر بعد قطع كل طرق العودة للتفاهم والتعايش ونشوء مشاعر وموقف كره وعداء .
_________________________
بمحاولة تطبيق هذه الدرجات التسعة على المواقف الحياتية المختلفة أو على الأختلافات السياسية والعقائدية الأخيرة قد يمكن أستنباط حلول غير تقليدية وكسر هذه السلسلة التصاعدية إذا حاول الفرد أو الجماعة بأخذ المبادرة وتحمل مسئولية تغيير الموقف بدون تحميل الطرف الآخر المسئولية الكاملة عن النزاع وعدم أنتظار نتيجة فورية فى رد فعل الآخر ولكن منحه الوقت المناسب للأستيعاب والتغيير.
النزاعات ليست دائماً عامل سلبى , ولكن محصلة النزاع النهائية هى التى تقود إلى تصنيف النزاع كسلبى أو إيجابى, لذلك من المهم أن نتخلى عن النموذج التقليدى
منتصر / خاسر أو خاسر / خاسر بتطبيق نموذج رابح / رابح .
مصدرالصور المرفقة: